أعــوام تـغـرب عــن عـمـري و أنــا أكـبـر
لأفـــتــش عــــن ضــلـعـي الأيــســر
و تــــظـــل جـــراحـــي مــبــتـلـة
تــتــعــهـد قـــلــبــي بــالــسـقـيـا
أتـــطــلــع لامـــــــرأة نـــخــلــة
تــحــمـل عـــنــي ثـــقــل الــدنـيـا
تــمــنـحـنـي مــعــنــى أن أحـــيـــا
أتـــطــلــع لامـــــــرأة نـــخــلــة
لــتــجــنـب أقــــدامـــي الـــذلـــة
و ذات مــسـاء و بــلا مـيـعاد كــان الـمـيلاد
و تـلاقينا مـا طـاب لـنا مـن عرض الأرض تساقينا
و تـعـارفنا … و تـدانـينا … و تـآلفنا … و تـحالفنا
لـــعــيــون الــــنـــاس تــراءيــنــا
لا يُـعرف مـن يـدنو جـفنا مـنا و مـن يـعلو عـينا
و تـــشــاركــنــا … و تــشــابــكـنـا
كـخـطوط الـطـول إذا الـتـفت بـخـطوط الـعرض
كـوضـوء سـنـته انـدسـت فــي جـوف الـفرض
كـانـت قـلـباً و هـوانـا الـعـرق فـكـنت الأرض
و أنـــا ظــمـأن جـادتـنـي حــبـاً و حـنـان
اروتــــنـــي دفـــــــاً و أمــــــان
كــانـت نـخـلـة تـتـعـالى فـــوق الأحــزان
وتـــطــل عـــلــى قــلــبـي حــبـلـى
بــــالأمـــل الـــغـــض الـــريـــان
و تــــظـــل بــأعــمــاقـي قــبــلــة
تـــدفـــعــنــي نـــحـــوالإيــمــان
كـــانــت لــحــنـاً عــبــر الأزمــــان
يــأتـيـنـي مـــــن غــــور الــتـاريـخ
يــســتـعـلـي فـــــــوق الــمــريــخ
صــــارت تــمـلأنـي فــــي صــمـتـي
و إذا حـدثت أحـس لـها تـرنيمة سـعد فـي صـوتي
أتــــوجـــس فـــيــهــا إكــســيــرا
أبـــــداً يــحـيـنـي مـــــن صــمـتـي
و بـــذات مــسـاء و بـــلا مـيـعـاد أو عــد
إذ كـــان لـقـاء الـشـوق يـشـد مــن الأيــدي
فـــتــوقــف نـــبـــض الــســنــوات
فـــــي أقـــســى أطــــول لــحـظـات
تــتــســاقـط بـــعـــض الــكــلـمـات
تـــنــفــرط كـــحــبــات الــعــقــد
فــكــان وداع دون دمــــوع كـــان بــكـاء
لا فـــــارق أجـــمــل مــــا عــنــدي
و كــــــان قـــضـــاء أن تــمــضــي
أن أبــــــقـــــى وحـــــــــــدي
لــكــنـي بـــــاق فـــــي عـــهــدي
فــهــواهـا قـــــد أضــحــى قــيــدي
و بـدت سـنوات تـلاقينا مـن قـصر فـي عـمرهلال
لــقـلـيـل لـــــوح فـــــي الآفـــــاق
كــــظـــلال ســـحـــاب رحــــــال
كـــنـــدى الأشـــجــار عـــلــى الأوراق
يـــتــلاشــى عـــنـــد الإشــــــراق
لـــكـــنــا رغـــــــم تــفــرقــنـا
يـجـمـعـنـا شــــيءٌ فــــي الأعــمــاق
نــتــلاقـى دومــــاً فــــي اســتـغـراق
فـــــي كـــــل حــكــايـا الأبــطــال
نـــتــلاقــى مــــثـــل الأشــــــواق
تــســتــبـق بـــلــيــل الــعــشــاق
نـتـلاقى فــي كـل سـؤال يـبدو بـعيون الأطـفال
و لـئـن ذهـبـت سـأكـون لـهـا و كـمـا قـالـت
فـبـقـلـبـي أبـــــداً مـــــا زالـــــت
ريــحـاً لـلـغـيمة تـدفـعـها حــتـى تـمـطـر
مـــاءً لـلـحـنطة تـسـقـيها حــتـى تـثـمـر
ريــقـاً لــلـوردة تـرعـاهـا حــتـى تـزهـر
أمـــنـــاً لــلــخـائـف و الــمــظـلـوم
عـــونـــاً لــلــسـائـل والــمــحــروم
فـــلــن ذهـــبــت فــلـقـد صــــارت
عـــنــدي جــرحــاً يــــوري قــدحــاً
يــفــلـق صــبـحـاً يــبـنـي صــرحــاً
لأكـــون بــهـا إيـقـاعـاً مــن كــل غـنـاء
لـــــو يــصــحـو لــيــل الأحــــزان
و خــشــوعـاً فـــــي كــــل دعــــاء
يـــســعــى لـــعــلــو الإيـــمـــان
تــرنـيـمـاً فـــــي كـــــل حـــــداء
مـــــن أجـــــل نـــمــاء الإنــســان
مـــــن أجـــــل بـــقــاء الإنــســان
مـــــن أجـــــل إخـــــاء الإنــسـان