منتديات ابناء العيدج



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات ابناء العيدج

منتديات ابناء العيدج

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ثقافية - اجتماعية - سياسية - رياضية تعتني بمدينة العيدج


    مسافر أضاع الزاد والطريق

    عبدالقادر عباس
    عبدالقادر عباس


    المساهمات : 83
    تاريخ التسجيل : 20/07/2010

    مسافر أضاع الزاد والطريق Empty مسافر أضاع الزاد والطريق

    مُساهمة  عبدالقادر عباس الأحد نوفمبر 14, 2010 2:13 am

    حينما تكون الكتابة سفراً نقصد به مدائن قلبك المزدانة بالحب والود وبقايا من

    ليالي الفرح المقيم وأماسٍ قدسية سرقناها بالتواعد والتواصل، وكرنفالاً من

    السعادة أقمنا محفله في زوايا الروح والتراب الطاهر المفتدى.

    تشدني مشاعر الإقدام نحوك بعنف وأنا أحمل بين راحتي نبضات قلبي وأهتف

    ملء صوتي همساً تسمعين صدى أثيره والذبذبات حيث يجهل الكون آسر المعاني

    وأنت في عابس الزمن تتحسسين خطى الشوق الوئيد وتنشدين لحظة تفلت من

    قبضة القدر المقدور في سِفر عذابنا المسطور. ثم تلجمني إلى عالمي المحسوس

    نحوك الحواجز فأحجب نفسي أشواقها لكنني أسمح بسراج العنان في السفر

    المحال في دروب الأخيلة والذكريات وعشم اللقيا العصية في مجاهل الدروب.

    تحملني إليك النسمات شذىٍ فرائحياً تنتظرين موسمه كل يوم ، وتنظرين وروده

    كل صباح محملاً باللهفة والحسرة والشوق المسافر في مسام الأيام الخوالي.

    وحكايا مسافر أضاع الزاد والطريق ونقطة العودة إلى اللامنتهى فتقاسمته جوارح

    الضياع وجراح النوى ورهق البين.

    وعشماً في يوم تضحكين فيه من سويداء قلبك حينما أداعبك بتلك العبارات

    المشفرة ذكراها , تبقى الروح رهن السير في دهاليز الدنيا المنفية انتظاراً

    أسيفاً ليوم تمطر فيه السماء فرحاً مستطاعاً وأمناً ممكناً وعوداً أحمداً تدق له

    الطبول وتقام له سرادق الأفراح غناءً من وحشة الأرواح المسافرة ورزازاً من

    شلالات العرق المغتربة وحفيلة تبقى من ركن القلب ذكرى لساعة اللقيا المستحيلة

    بأرقام المسافة ورقعة الامتداد والأمن المغتصب والوطن الخراب.

    وأنا بين الإقدام نحوك بعنف والإحجام عنك بجبرة تتقاسمني الموانئ المرتحلة

    والمدائن المنفية لغروب يمتد بحره إلى أفق تنوح فيه النوارس والمسارات القصية

    في دنيا تملك إيلامي وأحزاني ولقاؤك المشتهى.

    والتواصل بين نفسي ونفسي أحرفٌ أسوقها قرباناً إليك وأصوغها بلسما قدسياً

    أدفعه الركبان إليك أيتها الطاهرة مثل ماء النيل تذوبين في تراكيب روحي

    عذوبة وعشقاً أصيلاً. وحين أرتادك بكل العبارة تمنحين نفسي الشجاعة والزاد

    المحال. وحين أبصر ذاتي في تقاطيع وجهك أجدك صادقة بوزن حبك الكبير بلا

    رتوش. وحين أتصفح دفاتر العشق القديم أطلق لروحي العنان في دروبك وردهات

    روحك السمحة أيتها الحضور الكبير في خاليات أيامي المغتربة.

    إليك أسوق اعتذاري لأنك لم تملي انتظاري الطويل لغدٍ أفضل ولقاءٍ أرحب في

    وسيع البقاع حين يشملنا حضن الوطن دفأه وترضعنا أثداءه بالخير ويتسع صدره

    ليسع الجميع بحبه " المحتكر " وشرفه المرتهن وأشلاءه التي تمزقها أوار الفتنة

    ويجمعنا في صحن داره نقتسم اللقمة والثوب والضحكة المقيمة في أعقاب

    الراحلين الذين ضجت من جموعهم أركان الدنيا وتاجرت بأوجاعهم جماعات الحرية

    ومدعي حقوق الإنسان واستأنست بأمانتهم المدائن النفطية والحواري العجمية

    يتداول الآخرين قضيتهم وجهدهم وسمرة لونهم ويتناسون أحلامهم وآلامهم

    وشوقهم المدون في حنايا الذاكرة للحراير على شاكلتك أيتها التذكار العزيز.

    على أن أضع قلمي وأختم موجدتي المتجددة. فمعركة أخرى تنتظر حضوري ولا

    تهتم بالكتابة إليك فبيننا عقدٌ ملزم أعطيهم سهري وجهدي مقابل حفنة دراهم

    زهيدة ربما تكفيني ذل الانكسار وتكفيكم جور الزمان وشماتة الأخوان. لكنها لن

    تعطيني فرحتي حينما أعود محملاً بالدنانير البخسة وبقايا العرق وحرقة الشمس

    الساطعة لأضمك إلى صدري ونتبادل الأمان والحب في بلدٍ قل أمانه وندر فرحه

    واندمجت به الجروح وأفواج الذاهبين إلى دنيا عواطفها "غصباً" وقرحها "تعباً" ،

    قوامها العقود الملزمة ومعناها كمبناها أمواجاً من الأسمنت الصلد وأحاسيساً

    كالجماد الصلب وجبالاً من ثلوج المهانة تجعلني أتحسسك كلما أوقفوني للسؤال

    عن الهوية أيتها المقيمة في دواخلي جوازاً أسافر به.

    منك ....... وبك .......... وإليك


    *أخيراً*

    إذا كانت الغربة الناجحة دولاراً ودرهماً وريالاً

    فالإقامة في الوطن

    لأجمل غاية

    للحرية والأمان.


      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 09, 2024 4:21 pm