المسامحة هي عملية تتشافى بها روحك .
هي عملية فيها خطوات وربما مطبات فشل وتردد.
وهي عملية تحدث في قلبك وروحك من الداخل .
المسامحة علاقة جيدة .... لا لضعفك بل لقوة إرادتك في قرار شجاع ناضج مثالي .
المسامحة هي قدرة على إطلاق مشاعر متوترة مرتبطة بأمر حصل في الماضي القريب أو البعيد .
المسامحة هي الوصول إلى نقطة تدرك أنت فيها أنك لست في حاجة إلى الغضب ولا الإحساس بأنك الضحية وبذلك فإن حياتك بها سلامة وحرية أفضل من السابق
إذن المسامحة هي إنطفاء لرغبة في رد الأذى لمن أذاك والعيش مع إحساس اخف وألذ على الروح والعقل .
المسامحة هي الوصول إلى قناعة بأن أي أذية نسببها للأخرين لن تشفي روحنا المجروحة .
وهي خطوة بسيطة للسير للأمام بدلاً من أن تكون واقفاً في ذات التجربة المؤلمة .
النقطة الأهم هي ان تعرف أن المسامحة هدية منك إليك لأنها شيئ تعمله لنفسك حتى تنزهها من وضع أنت تعرف أنه ليس جيداً ولن يتركك إلا في حالة سيئة ولكن نحن نفتقد هذه الكلمة في هذا الزمان ونحزن لفقدها على أرض الواقع ، فكم قليل هم أولئك الذين يمتلكون القوة والقدرة عاى قول كلمة سامحتك .
أعزائي........ أليس العفو والصفح أقوى دليل على الإيمان بالله عز وجل ؟
أليست القدرة على العفو في حد ذاتها قوة ؟
لماذا يجد الكثيرين صعوبة بالغة في النطق بكلمات العفو والصفح عن الآخرين ؟
لماذا تنسى أن الكل يخطئ وأن الإنسان ليس معصوماً؟
ماذا تعني لك كلمة (سامحتك) ؟ متى تجد نفسك مستعداً لقولها ؟ وماهو شعورك عند سماعها ؟
إذن علينا المبادرة بالصلح وعلينا أن نعلم بأن :
• خير المتخاصمين هو الذي يبدأ بالسلام كما أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم .
• إن من مكارم الأخلاق أن تعفو عمن ظلمك وتعطي من حرمك وأن تصل من قطعك
• بالمسامحة نحصل على عفو الله عز وجل (وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم).
• لا نحرم أنفسنا والذين تخاصمنا معهم من مغفرة الله عز وجل عندما يغفر لجميع عباده في ليلة القدر إلا المتخاصمين حيث سقول للملائكة : (أنظرا هذين حتى يصطلحا).
• لا تكون ناكراً للجميل وتنسى محاسن الآخر وتعلم أن كل البشر معرضون للخطأ
• ألا تحب أن تكون أمناً من سخط الله يوم القيامة . إذن عليك ألا تغضب أحداً من خلق الله
• ومن أعظم الحسنات عند الله تعالى هي حسن الخلق والتواضع والصبر على البالء .
• المبادر دائماً هو الأقوى لأن المبادر متسامح والتسامح سمة الأقوياء الواثقين وهنالك مثال عظيم قدمه لنا النبي صلى الله عليه وسلم عندما عفا عن المشركين الذين آذوه وطردوه من مكة يوم الفتح ,
• وإذا لم تكن على خصومة مع أحد فإنك على خير كثير فلا يفوتك أن تصلح بين المتخاصمين وقد جاء في الحديث الشريف : أفضل الصدقة إصلاح ذات البين وهذه الصفة مدحها الله تعالى حتى في غير المسلمين قال تعالى : (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس)
• لا تفوت الفرصة على نفسك وتسمع كلام النفس والشيطان ، قال تعالى : ( إدفع بالتي هي أحسن وإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم).
• اللهم الف بين قلوبنا وأصلح ذات بيننا[/right]هذا الموضوع منقول من عمود وجهة نظر بجريدة العيدج - العدد الثاني - لكاتبه : يوسف بابكر المقدم